جامعة الأغذية والزراعة
من بين أكبر المشاكل التي تواجه قطاع الزراعة كوننا آخر من يستخدم التكنولوجيا والمعلومات، وخروج الجيل الجديد من هذا القطاع لأنهم يرون أن هذا القطاع لا مستقبل له، وعدم استفادة القطاع من الشباب الناجحين في هذه الصناعة. وهناك مشاكل أخرى تهم هذا القطاع، منها هجرة الرأسمال المتراكم إلى القطاعات الأخرى، عدم قدرة القطاع على النمو بالديناميات الداخلية الخاصة به، وبسبب هيكلية النظام التعليمي في الهندسة الزراعية والهندسة الغذائية والتعليم البيطري فإن الشباب يتلقون التعليم النظري أكثر من الممارسة العملية لها، وبعد التخرج يبدؤون بالعمل في وظائفهم وهم متخوفون من الممارسة العملية لها. وهناك مشاكل أخرى لا تقل أهمية عن سابقاتها، منها عدم قدرتنا على إنتاج تكنولوجيا تستخدم في العمليات الصناعية التي تجعل المنتجات الزراعية ذات قيمة مضافة، وعجزنا عن تحقيق المعايير المطلوبة في عمليات التسويق والعلامة التجارية. هذا الوضع تسبب في كوننا آخر من يستخدم التكنولوجيا في الصناعات الغذائية والصناعات الزراعية، وهذه الحالة تجعلنا ندفع ثمناً باهظاً للتكنولوجيا، وإن تأخر هذه الابتكار التكنولوجي واكتشاف المصنعين الأوليين للمعلومات الجديدة عنها يكون سبباً في تقويض قدرتنا التنافسية.
دأبت شركة كونيا للسكر على توفير البنية التحتية وتوفير معلومات ذات نوعية عالية لهذه الصناعة التي تهدف إلى إيجاد حلول لهذه المشاكل، لذا بدأت العمل على إنشاء جامعة للأغذية والزراعة في قونيا كتلك الجامعات الموجودة في خارج البلاد. وبعدما أنهت شركة كونيا للسكر أعمالها التحضيرية لتأسيس جامعة قونيا للأغذية والزراعة، غدت تدقق في أعمالها ، ووضعت الجامعات الناجحة في هذا المضمار تحت المجهر، ووسعت دراستها لكل الجامعات الموجودة في أقصى الشرق وأوربا و أمريكا. وقامت بزيارة الجامعات الرائدة والنشطة في هذا المضمار في كل من هولندا واليابان وألمانيا وأمريكا، ووقعت معها بروتوكولات شراكة في عدة مجالات. إن هذه المبادرة من شركة كونيا للسكر في إنشاء جامعة قونيا للأغذية والزراعة ومن خلال رؤيتها لقونيا عاصمة للقطاع الزراعي، تم إنشاؤها رسمياً وبشكل قانوني بعد إصدار قانون خاص بذلك بتاريخ 18 حزيران 2013 ونشرها في الجريدة الرسمية.
واعتباراً من هذا التاريخ تم تعيين رئيس الجامعة ونائب الرئيس وعميد الكلية ومدير المهمة، إلى جانب تعيين أعضاء هيئة التدريس وموظفي الأبحاث والمحاضرين وموظفي الأبحاث والتطوير والموظفين الإداريين. تمت الموافقة من قبل هيئة التعليم العالي على جعل اللغة الإنكليزية لغة التعليم، لما لهذا العامل أهمية بالغة في اكتساب الجامعة بعداً دولياً . في الفصل الدراسي الخريفي لعام 2016/2017 تم انضمام 20 طالب إلى برامج كلية الزراعة والعلوم الطبيعية، وإلى برامج علوم الوراثة والحياة، وبرامج إنتاج المحاصيل والتكنولوجيا، وإلى برنامج علم الأحياء الجزيئية و ليسانس علم الوراثة، وتم انضمام 30 طالباً إلى كلية الهندسة والعمارة، وإلى برامج الهندسة من الهندسة الحيوية والهندسة الغذائية وليسانس هندسة الحاسبات ،وتم قبول 20 طالباً في برامج ليسانس الاقتصاد والأعمال والتجارة الدولية الموجودة في البرامج الاقتصادية والإدارية لكلية العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية، وحسب نتائج امتحان دخول الجامعة في تركيا لعام 2016 فإن جامعة قونيا للأغذية والزراعة قد نجحت بتحقيق معدل وسطي للنقاط تقدر ـ25.000، مما جعلها الجامعة التي تقبل الطلاب بأعلى نسبة نقاط في تركيا